Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-May-2019

عن «صفقة القرن» أيضاً !!*صالح القلاب

 الراي-سواءً عرفنا أو لم نعرف بمحتوى ما سمي «صفقة القرن»، التي ثقبوا آذاننا وآذان غيرنا بالحديث عنها، فإنه ليس أمامنا ولا خيار لنا إلاّ أن نرفضها وأيضاً أن نقف ضدها فالأردنيون أصحاب قضية كما هُمْ إشقاؤهم الفلسطينيون والأردن كدولة وكشعب يده في النار بالفعل ولهذا فإنه لا يمكن إلا أن يكون في الإتجاه الصحيح..وليحصل ما يحصل فهذا هو قدر هذا البلد منذ أن أصبح دولة كالدول العربية الأخرى التي أصبحت دولاً نتيجة إنهيار الدولة العثمانية في نهايات عشرينات القرن الماضي.

 
وهنا فلعل ما يجب التأكيد عليه والتمسك به، وهذا قد قيل ولا يزال يقال من قبل صاحب القرار مراراً وتكراراً، هو أن الأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، أكثر تمسكاً حتى من الأشقاء الفلسطينيين في منظمة التحرير والسلطة الوطنية بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهذا لا حياد عنه ودونه جزّ الحلاقيم!!.
 
إن أي حلٍّ أقل من هذا الحل سيعني، بالإضافة إلى التفريط بحق قومي ووطني هو أقل ما يمكن القبول به، أن فلسطين ستختفي من الوجود نهائياً وأن أطماع الإسرائيليين بتحقيق شعار:«من النيل إلى الفرات ستزداد» وهذا هو ما سمعناه ولا نزال نسمعه من أفواه رموز اليمين الإسرائيلي يومياًّ وحتى من بنيامين نتنياهو نفسه الذي بعد اعتراف دونالد ترمب بسيادة الدولة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة ذهب إليها «عائليا» في رحلة مفتعلة وأطلق من هناك تأوُّها عميقاً وهو ينظر إلى جبل الشيخ والهضاب الجولانية قال فيه: ما أجملك يا ارض إسرائيل!!.
 
ولهذا فإنه لا يمكن أن يقبل الأردن بأي حلٍّ إلا حل الدولتين أي حلّ دولة فلسطينية مستقلة فعلاً على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهذا معترف به دولياًّ وأكدته قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، إلى جانب دولة إسرائيل وعلى أن تكون الحدود مع هذه الدولة الشقيقة هي نهر الأردن الذي سيصبح نهراً أردنياًّ - فلسطينياًّ واحداً وإلى أن تكون هناك دولة أردنية - فلسطينية واحدة ما دام أن هدفنا المقدس الذي نتمسك به هو :«الوحدة العربية».
 
ولذلك ولهذا كله فإن الأردن، المملكة الأردنية الهاشمية، لا يمكن أن يوافق على «صفقة القرن» هذه مهما عرض عليه من مغريات زائفة مرفوضة وذلك لأنه لا يفيد حتى الإنسان العادي إنْ هو كسب الدنيا كلها وخسر نفسه ويقيناً أن هذا البلد سيخسر نفسه إن هو فرَّط بحق الشعب الفلسطيني الشقيق الذي هو حقه أيضاً وهو لن يفرط أبداً وعلى الإطلاق ولذلك فإن هذا هو موقف الأردنيين الذي لا موقف غيره.. وهو بالأساس موقف الأشقاء الفلسطينيين والمفترض أيضاً أنه موقف العرب الشرفاء كلهم إن دولاً وإن شعوباً ومن المحيط إلى الخليج.