Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2018

ريم هنطش.. بين الفقد والفراغ يولد الإبداع
الرأي - ريــم العفيــف -
 
توقفت ريم هنطش عن العمل في مجال السياحة كمنظمة للرحلات السياحية لتصطدم فيما بعد بوفاة والديها، فبعد سنوات من العمل وفقدان السند والحب، تقول هنطش «جلست أسأل نفسي ماذا سوف أكون في العشر السنوات القادمة ؟.. هل سأبقى جالسة أتطلع للوراء بعين الحزن أم أبحث عن ذاتي من جديد؟!».
 
وفي لحظة شرود استولت على هنطش نفسها، تستقبل دعوة أحد الأصدقاء لحضور معرض للفن التشكيلي، تلبيها بعين التفاؤل والفرح لتجد نفسها تنتقل من لوحة إلى أخرى وتغوص في قراءة ما تعنيه اللوحة بإحساس الفنان، فوجدت في الفن مكاناً يتيح لها التعبير عن نفسها وتقرأ ذاتها من خلال بعض اللوحات التي تلامس وجدانها ، فتواظب على حضور المعارض والتقاء الفنانين الذين اكتشفوا لديها حسا فنيا لم تكن لتتعرف عليه بعد، فكان لهم دور في تشجيعها ليحقق معرضها الخاص والأول الذي كان بعنوان أفاق لونية النجاح ولترى لوحاتها النور.
 
اتجهت ريم لدراسة الفن من خلال دورات تدريبية في مركز مهنا الدره للفنون التابع لوزارة الثقافة إضافة الى التحاقها بالدورات التي تنظمها جمعية الفن التشكيلي/ فرع الزرقاء ليتسنى لها تنمية موهبتها وتجسد ذلك أكاديميا، خصوصا وأنها وجدت الحافز والتشجيع من خلال من التقتهم من الفنانين. تقول هنطش لـ»الرأي» إن كل إنسان يكون لديه شيء خفي لا يعلم ماهو» حيث أنها ومنذ سنوات كانت ترسم بقلم الرصاص أشكالاً عشوائية إلا أنها لا تعرف ما هي ولكنها كانت تتعلق بها وتحبها لتفهم بعد دراستها للفن أن هذه «الشخبطات» أوما يسمى بالسكتش ما هو إلا عبارة عن رسومات تنتمي للمدرسة التجريدية.
 
تؤكد هنطش رغم حداثة عهدها بالفن أنها سعيدة جدا وراضية عن معرضها الأول الذي لاقى الاستحسان و فيه تواجد عدد من متذوقي الفن ومن أصحاب الخبرة والاختصاص، وتضيف أنه ورغم أنها تأخرت كثيرا في الكشف عن موهبتها في الرسم التي رافقتها عمرا ونتيجة لانشغالها بالعمل إلا أنها تؤكد أن الموهبة لا تموت وتضيف أن الفن بحد ذاته وإن كان يكتسب بالممارسة والتدريب إلا أنه موهبة تخلق وتتكون مع الإنسان منذ الصغر كالشعر والموسيقى، وهو ما يفسر تميز فلان عن فلان من خلال قدراته و امتلاكه تقنيته وقوانينه التي يضعها لنفسه ، فلكل نوع من أنواع الفنون تكنيك وقانون خاص به، لا يمكن التوصل إليه إلا بعد مثابرة وجهد وبحث وقراءة عن عمالقة الفن العظام كفنانين مثل إدوارد مانيه وبيكاسو ودافنشي وغيرهم.
 
وفي سؤال عن التقنيات التي تستخدمها في رسم لوحاتها تقول هنطش إن لكل فنان طريقة لعمل لوحة فنية وتقنيات مختلفة من الألوان والخامات، وهناك عدة طرق للابتداء برسم لوحة وتلوينها إلا أنها تميل لاستخدام الفرشاة والألوان والبدء بالرسم على مساحة اللوحة البيضاء فترسم كل ما تشعر به سواء كان منظراً طبيعياً من الخيال أو منقولاً من أي صورة أو مشهد في رحلة معينة، فعين الفنان ترى ما لاتره أي عين أخرى على حد قولها ثم تنتقل للتلوين باستخدام الريشة وأصابعها وأحيانا أخرى بسكين الرسم ، من شكل إلى شكل ومن لون إلى لون ومن مساحة إلى مساحة ومع مرور الوقت تصبح اللوحة جاهزة ممزوجة بإحساسها وروحها.
 
تستخدم ريم الألوان الزيتية لقرب هذه الألوان منها وشعورها بالاندماج معها وكونها تساعدها في إخراج ما بداخلها بشكل عفوي وجميل ، وتضيف أنها تنتمي للمدرسة الواقعية التعبيرية أيضا.
 
وهي بصدد عمل معارض شخصية في المحافظات فالكثير من أعمالها لم يعرض بعد وتتجه الآن لتعلم الخط العربي والزخرفة الإسلامية بشكل موسع ودقيق لتتمكن من إضفاء جماليات الخط والزخرفة على لوحاتها.
 
وتعتبر ريم أن لوحتها التي تحمل عنوان الكبرياء هي الأقرب إليها، مرجعة ذلك إلى أن المرأة مهما عصفت بها الظروف وجارت عليها الأيام لا بد من أن تبقى بكامل أنوثتها ورقتها وكبريائها.
 
مما يذكر أن ريم شاركت في عرض لوحاتها ضمن المعارض والملتقيات الفنية إلا أن معرضها الأول كان بعنوان أفاق لونية في الأسبوع الماضي والذي لاقى صدى إعلامي وصحفي و قبولا واستحسانا عند الحضور.