رغم أهمية دور المثقف الحقيقي، في مختلف الظروف التي تواجه مجتمعه، فإن ذلك الدور يتعاظم في اللحظات الحرجة والفارقة من التاريخ، إذ يتجلى اشتباكه الفاعل مع قضايا الأمة المصيرية.

وبينما تواجه الأمة العربية تحديا مصيريا متمثلا بالعدوان الصهيوني الغاشم على الأهل في فلسطين عموما، وفي غزة على وجه التحديد، من قتل وتدمير ممنهج للبنية التحتية والصحية، ومحاولات التهجير القسرية للشعب الفلسطيني، فإننا نتوجه بمجموعة من الأسئلة التي تتمحور حول دور المثقف الحقيق وما يُنتظر منه في اللحظات الحرجة والفارقة من التاريخ، إلى مجموعة من المثقفين، ومحطتنا اليوم مع الأديبة نعمات العزة...

 

برأيك، ما الدور الذي يمكن أن يقوم به المثقف العربي في ظل العدوان الغاشم الذي يقوم به الاحتلال في غزة؟

- في ظل العدوان الصهيوني على غزة، في هذ الحقبة الحرجة من التاريخ، يحمل المثقف على كاهله هم الإنسان وقضايا الأمة والأوطان، ولذلك يُسخّرُ المثقف في هذه الحرب فكره وقناعاته وجل رؤاه عبر قلمه المؤثر الذي يتفاعل مع الأحداث والمستجدات ويثور في الكتابة، لأنه يعلم أن القلم أحيانا كالرصاصة وكذلك الكلمة لما لها من تأثير نفسي كبير في الرأي العام.

 

يعيدني الراهن العربي إلى طبيعة العلاقة بين المثقف والحدث الراهن والمعيش، ترى لماذا لا نسمع صوتا (قويا) للمثقف العربي في اللحظات الحرجة والمفصلية من تاريخ الأمية، مثل اللحظة الراهنة التي نعيش الآن؟

- لأن هذه المرحلة هي لحظات أعمال وليس لحظات أقوال فحسب، لذلك نجد الغالبية العظمى من الناس أمام أجهزة التلفزة، لمتابعة الأحداث التاريخية الحاسمة، في الوقت الذي يحاولون فيه معرفة خفايا الأحداث والتحليلات العسكرية واللوجستية والأبعاد النفسية لهذه الحرب... ونقل هذه التطورات بطريقة إعلامية بالنسبة للإعلام والصحافة وبطريقة أدبية من قبل الكتاب والأدباء والشعراء لأن طبيعة هذه الأحداث تعطي للكاتب الحافز القوي والدافع الحقيقي ليكون صاحب كلمة مؤثرة في كتابة أفكاره وإبداعاته سواء شعرا أو رواية أو كتابات أدبية مفتوحة، ومن هنا يبرز الدور الحقيقي الجوهري للمبدع على الساحة الثقافية.

ترى هل تناول المثقفين للأحداث الكبرى واللحظات المصيرية في تاريخ الأمة من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي أم سلبي على المنتج الإبداعي، ولماذا؟

- القلم يكون مؤثرا إذا أحسن الكاتب تسخيره ليؤثر في القادة والشعوب «على السواء «وأصحاب السلطة والقرار لاسيما دور الإعلام الرئيس في تغطية الأحداث ومدى نزاهة الأقلام ونقل الخبر بشفافية وصدق، لنقل ما يفعل العدو وحقيقة وحشيته وحماقاته وإجرامه وتعريته أم الرأي العالمي العام، ولولا خطورة دور الأديب ودور الإعلام في هذا الصدد، لما استهدف العدو الإعلام وبذلك كانت الخسائر من الإعلاميين أثناء هذه الحرب كبيرا جدا، كما استهدفوا من قبل الكثير من الإعلاميين والإعلاميات، وكذلك اغتالوا العديد من الأدباء والفنانين... وبذلك يتجلى دور المثقف وتأثيره على جميع الأصعدة وعلى المدى لأن كل أنسان يكون صاحب رسالة وكل مثقف يحمل نبوءة قلمه ورسالته ونضاله بالكلمة، لأن بدء الخلق والقدرة كان بكلمة!