Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2019

الرابحون والخاسرون من الانسحاب الأميركي من سوريا*د. شهاب المكاحله

 الراي-على الرغم من بدء العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا، إلا أن ما بات واضحاً أن الانسحاب الأميركي من تلك المنطقة كان باتفاق روسي أميركي تركي. ولعل الزيارة التي قام بها وفد عسكري روسي في ١١ أكتوبر ٢٠١٩ إلى مدينة القامشلي مع وصول وحدات عسكرية كردية إلى دمشق، يهدف إلى التوسط بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) لتجنب خسارة أراض جديدة لصالح الجيش التركي. ما يعني أن كلاً من واشنطن وموسكو تقرآن أن لا دولة كردية في الوقت الحالي.

 
إن الانسحاب يتزامن مع حشد عسكري غير مسبوق للقوات السورية للتوجه إلى إدلب وهذا يعني أن تركيا تريد من تلك العملية خلق منطقة عازلة تستطيع من خلالها إعادة اللاجئين السوريين إليها وتمتد تلك المنطقة من تل أبيض إلى رأس العين.
 
وهنا أثار العديد من الخبراء السياسيين في العاصمة واشنطن تساؤلاً: لماذا الانسحاب الآن؟
 
يرتبط هذا بقضية أخرى مفادها أن روسيا وإيران ستكونان «الفائزين» في قرار انسحاب القوات الأميركية من شمال شرق سوريا. ويرى البعض أن من يرغب في انتقاد ترمب وسياسة الانسحاب اليوم يجب ألا يركز على انسحاب القوات ولكن بدلاً من ذلك عليهم أن يركزوا على الفشل في المشاركة الكاملة في الدبلوماسية متعددة الأطراف ذات الصلة وخاصة ما يتعلق بمؤتمر «سوتشي» بدلاً من ترك هذه المسألة لإيران وروسيا وتركيا.
 
ويرى البعض أنه في حال إعادة انتخاب ترمب لرئاسة الولايات المتحدة فإن هناك تكهنات بأنه سوف يتقلص دور أميركا عالمياً، خاصة في ما يتعلق بالتزاماتها العسكرية الخارجية. لقد كان الانسحاب محاولة لإخراج الولايات المتحدة من المستنقع السوري من خلال ترقية تركيا إلى منصب مهم إقليميا واعطائها لقب «مدير الاستقرار في شمال شرق سوريا».
 
إن خسارة واشنطن بالانسحاب والسماح بالتدخل التركي في شمال شرق سوريا تتمثل فيما يلي: التخلي عن أهدافها التي أعلنتها عن أسباب تدخلها في سوريا بعد العام ٢٠١١ وهي: إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، إخراج القوات الإيرانية من سوريا، والتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري. ولم يتحقق إلا جزء بسيط من الهدف الأول.
 
من المستحيل معرفة سبب منح ترمب الضوء الأخضر لتركيا للبدء بالعملية العسكرية بدلاً من الحفاظ على التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والأكراد ومع ذلك ربما كان الرئيس مدفوعاً (ولو جزئياً) برغبته الطويلة في سحب القوات الأميركية من سوريا تماماً. لكن ذلك سينعكس على تأثير الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط لحساب دول إقليمية ودولية أخرى تكون لها اليد الطولى في رسم خارطة الشرق الأوسط في الأعوام والعقود القادمة لأن نفوذ الولايات المتحدة سينصب على الشرق الأقصى: الصين وروسيا وكوريا الشمالية وأوكرانيا وبولندا.