الأخبار

 

كشفت وكالة «بلومبيرغ» أن شركة «آبل» تستعد لإطلاق نسخة جديدة من مساعدها الصوتي «سيري» تعتمد على الذكاء الاصطناعي عبر نموذج «جيميناي» الذي تطوّره «غوغل»، في خطوة تمثّل أحد أبرز التحولات التقنية في تاريخ المساعد الصوتي الذي ظهر للمرة الأولى عام 2011.

 

وتأتي هذه الشراكة بعد مدة من المداولات داخل «آبل»، التي درست التعاون مع أكثر من شركة ذكاء اصطناعي، منها «أوبن إيه آي» و«أنثروبيك»، قبل أن تستقر على نموذج «جيميناي» بوصفه الخيار الأنسب من حيث الكفاءة والتكامل مع منظومتها المغلقة.

 

«جيميناي» على طريقة «آبل»

وفق التقرير، ستستخدم «آبل» نسخة معدّلة من «جيميناي» عبر خوادمها الخاصة وليس خوادم «غوغل»، ما يتيح لها الحفاظ على مستوى الخصوصية الذي تميّزت به أجهزتها وخدماتها.

 

كما أوضح التقرير أن التعاون يقتصر فقط على تكنولوجيا «جيميناي» دون غيرها من منتجات «غوغل»، إذ تسعى «آبل» إلى تجنّب أي تضارب مع خدماتها المنافسة مثل «خرائط غوغل» و«يوتيوب»، التي تملك الشركة بدائل عنها داخل نظامها.

 

ورغم عدم الكشف عن القيمة المالية للاتفاق، يؤكد الخبراء أن «آبل» اشترطت أن تكون نسخة «جيميناي» المخصصة لها مختلفة في آليات المعالجة وتخزين البيانات، لتتوافق مع سياساتها الصارمة في حماية الخصوصية.

 

تحديث مرتقب في آذار 2026

من المقرر أن تصل النسخة المحسّنة من «سيري» إلى المستخدمين ضمن تحديث نظام التشغيل «آي أو إس 26.4»، والمتوقّع صدوره في آذار (مارس) المقبل، بينما تعمل الشركة حالياً بنسخة النظام «آي أو إس 26.1».

 

وكان الرئيس التنفيذي تيم كوك قد ألمح خلال اجتماع المستثمرين الأخير إلى أن التحديث القادم سيجلب تجربة ذكاء اصطناعي «تفاعلية وشخصية على نحو غير مسبوق» داخل أجهزة «آيفون» و«آيباد» و«ماك».

 

سباق الذكاء الاصطناعي يحتدم

تواجه «آبل» ضغوطاً متزايدة للحاق بالمنافسين في سباق الذكاء الاصطناعي، بعد تأخرها نسبياً عن شركات مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» و«سامسونغ».

 

فبينما دمجت «سامسونغ» بالفعل نسخة مخصّصة من «جيميناي» ضمن منظومتها لتقديم تجربة ذكاء اصطناعي متكاملة لمستخدميها، اختارت «آبل» التريّث لضمان أن تكون تجربتها متسقة مع فلسفتها القائمة على الأمان والخصوصية.

 

خطوة محسوبة نحو المستقبل

يشير محللون إلى أن هذه الشراكة قد تمهّد لعصر جديد من المساعدات الذكية الأكثر تكاملاً وذكاءً في أجهزة «آبل»، مع الحفاظ على هوية «سيري» المألوفة لدى المستخدمين.

 

وبينما يترقّب العالم ما ستقدّمه النسخة الجديدة من «سيري»، يبقى السؤال: هل سينجح تعاون «آبل» و«غوغل» في إعادة تعريف تجربة المساعد الصوتي وجعل «سيري» أذكى من أي وقت مضى؟