الراي - كامل إبراهيم
قالت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، إن مستشفيات القطاع استقبلت 40 شهيدًا و208 إصابات خلال 24 ساعة، جراء تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية، لترتفع حصيلة العدوان المتواصل منذ أكثر من 20 شهرًا إلى 178,856 شهيدًا وجريحًا.
وأوضحت الوزارة في بيانها الإحصائي اليومي أن من بين الشهداء خمسة جرى انتشالهم من تحت أنقاض أحد المنازل التي تعرضت للقصف سابقًا.
وأضافت أن حصيلة ضحايا الحرب منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 بلغت 54,510 شهداء و124,901 إصابة، فيما بلغت منذ استئناف الاحتلال عدوانه في 18 آذار 4,240 شهيدًا و12,860 إصابة.
وأشارت الوزارة إلى أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
وفي سياق متصل، حذر مدير عام مجمع ناصر الطبي في خان يونس، الدكتور عاطف الحوت، من أن صدور أوامر بإخلاء مستشفى ناصر يعني الحكم بالإعدام على 500 مريض، بينهم قرابة 40 في العناية المركزة.
وقال الحوت، في تصريح صحفي الثلاثاء، إن الاحتلال أصدر أوامر إخلاء للمناطق المحيطة بمجمع ناصر، دون أن تشمل المستشفى نفسه مشيرًا إلى أن تنفيذ الإخلاء سيؤدي إلى كارثة إنسانية، ويحول دون وصول المصابين إلى المشفى. ولفت إلى أن الطواقم الطبية تواجه معاناة شديدة في ظل انعدام المأوى والغذاء لعائلاتهم، مشددًا على عدم وجود مستشفى بديل لنقل المرضى والجرحى إليه، فضلًا عن غياب الإمكانيات لتوفير وجبات الطعام للطواقم التي تعمل على مدار الساعة.
إلى ذلك، أفاد الحوت بوصول 24 شهيدًا و37 مصابًا، معظمهم بالرصاص، إلى مجمع ناصر نتيجة إطلاق قوات الاحتلال النار على تجمعات المواطنين المنتظرين للمساعدات غرب رفح، مضيفًا أن الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة بقصف ديوان النجار الذي يأوي نازحين في خان يونس.
من جانبها، حذرت وزارة الصحة من أن الاحتلال يتعمد تقويض المنظومة الصحية من خلال الإخلاءات في المناطق التي تضم مستشفيات ومراكز رعاية، موضحة أن الإخلاءات الأخيرة بمحافظة خان يونس تشكل تهديدًا مباشرًا لخروج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، وهو المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يقدّم خدمات تخصصية.
وأكدت الوزارة أن عشرات المرضى في العناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ، إضافة إلى الأطفال في الحضانة، يواجهون خطر الموت في حال توقف المجمع عن العمل. أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء واسعة النطاق في مناطق من مدينة خان يونس، أكثرها اكتظاظًا بالسكان، وطالب السكان بمغادرة البلوكات 47، 106، 108، و109، والتوجه إلى منطقة المواصي غربًا، مما يعني تهجير معظم سكان خان يونس باستثناء من تبقى في المواصي.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن جيش الاحتلال قتل وأصاب أكثر من600 فلسطينيمن المنتظرين للحصول على مساعدات قرب ثلاث نقاط توزيع أقامها في مناطق سيطرته بغزة خلال أسبوع واحد فقط، معتبرًا تلك النقاط «مصائد موت» للمدنيين.
وعبر المرصد، في تقرير نشر الثلاثاء، عن قلقه الشديد من الصمت الدولي إزاء تصعيد إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 20 شهرًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال لم يكتف بتجويع المدنيين، بل أنشأ مراكز «إنسانية» وهمية ليقتلهم على أبوابها وهم يسعون للحصول على القليل من الطعام.
ووثق فريق المرصد إطلاق جنود الاحتلال النار الثلاثاء، 3 حزيران، على آلاف المدنيين المتجمعين في حي تل السلطان برفح، قرب نقطة مساعدات مزعومة، ما أدى إلى استشهاد 27 مدنيًا على الأقل، وإصابة 90 آخرين، مع ترجيح ارتفاع عدد الشهداء لخطورة الإصابات وسوء الرعاية الصحية.
وبحسب شهود عيان، أطلق القناصة الإسرائيليون الأعيرة النارية مباشرة على رؤوس المدنيين الجائعين، دون وجود أي تهديد للقوات. وذكر أحد الناجين أن طائرة «كوادكابتر» إسرائيلية رصدت التجمع، ثم فتحت القوات النار عليهم من رافعة قريبة، فيما سقط معظم القتلى بإصابات في الرأس.
وقال شاهد إن إطلاق النار كان كثيفًا وعشوائيًا من المسيّرات والآليات والزوارق البحرية، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء، بينهم امرأة أعطاها صندوق مساعدات قبل أن تُستشهد لاحقًا. وأضاف: «عاهدت زوجتي وأطفالي أمام الله ألا أذهب مرة أخرى لمركز توزيع مساعدات، حتى لو اضطررت لأكل الرمل."
وقتل الجيش الإسرائيلي المواطن خالد أحمد أبو سويلم (41 عامًا) بعد استلامه مساعدات غربي رفح، بإطلاق النار عليه من الخلف، حيث أصيب بطلق خلف أذنه اليمنى واستُشهد على الفور.
وأكد المرصد أن الاحتلال يتعمد وضع نقاط المساعدات في مناطق خاضعة لسيطرته دون ممرات آمنة، ما يجعلها فخاخًا للموت، داعيًا إلى إيقاف الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات والعودة إلى الآلية الأممية السابقة لضمان التوزيع الإنساني والسليم.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ثلاثة جنود برتبة رقيب أول، إثر تفجير مركبة من طراز «هامر» في شمال قطاع غزة، خلال كمين نفذته المقاومة.
وأفادت كتائب عز الدين القسام أنها خاضت اشتباكات من مسافة صفر شرق مخيم جباليا، وألحقت خسائر كبيرة في صفوف الجيش، مشيرة إلى تعرض مروحية إخلاء لقذيفة مضادة للدروع أثناء محاولة إجلاء القتلى والجرحى.
وبحسب بيانات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بلغ عدد القتلى العسكريين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، 861 قتيلاً، من بينهم 416 قُتلوا في المناورات البرية داخل قطاع غزة.