Tuesday 22nd of October 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jul-2024

إدخال اليمين المتطرف بالحجر الصحي

 الغد-هآرتس

 يوعنا غونين
 
يقولون بأنه لا توجد سعادة أكبر من فرحة العيد. ماذا يمكن أن أقول لكم، يصعب علي التجادل في هذا الادعاء بعد أن شاهدت أمس أفلام لنشطاء "الاتحاد الوطني" من الحزب اليميني المتطرف لمارين لوبين، وسماع نتائج العينة واكتشاف أن حزبهم تعرض للهزيمة في الانتخابات، وأن اليسار أصبح القوة الرائدة في البرلمان الفرنسي.
 
 
الأمر الوحيد الأكثر امتاعا من مشاهدة الشباب الفاشيين مع مظهر جديد للنازية وهم يمسحون دموع خيبة الأمل، هو رؤية وزير الشتات، عميحاي شكلي، يعاني نفس الحسرة المشتعلة لنفس السبب بالضبط.
شكلي، الذي هو أحد الوزراء المهووسين جدا في الحكومة التي معدل الذكاء لكل الاعضاء فيها معا يساوي ذكاء عدد سكان بؤرة استيطانية متوسطة، قضى الأسابيع الأخيرة في التعبير عن الدعم الكبير للوبين. هذه كان خطوة مخجلة بشكل خاص، سواء بسبب أن التدخل الصارخ لوزير في اسرائيل في السياسة الداخلية في فرنسا، أضرت بالعلاقات بين الدولتين، لأن وزير شؤون مكافحة اللاسامية أصبح مؤيد متحمس لحزب، الكثير من اعضائه في السابق والآن هم لاساميون فخورون.         
مع ذلك، سعادتي من رؤية نوبة غضب شكلي لم تكن كاملة، وبعد البحث والتأمل ادركت أن أن تذمر شكلي من هزيمة اصدقائه العنصريين في أوروبا ما يزال حتى الآن أمر غير حقيقي، هناك لن يكون احتفال حقيقي إلا بعد هزيمة شكلي واصدقائه العنصريين هنا في إسرائيل، وأن يتم القاؤه في المكان المناسب في مزبلة التاريخ.
 من أجل حدوث ذلك فإنه يجدر تعلم شيء ما من الانتخابات في فرنسا. الهزيمة المفاجئة لليمين المتطرف حدثت بسبب التعاون بين أحزاب الوسط واليسار، التي رغم الفجوة بينها إلا أنها تعاونت من اجل قطع الطريق على الحزب الذي يروج للقومية المتطرفة والعنصرية. "الوحدة بين اليسار والوسط يمكن أن تهزم الفاشية، هناك وهنا أيضا"، كتب عضو الكنيست السابق دوف حنين في اعقاب الانجاز الكبير، وهو محق، لكن فقط اذا توقفت احزاب الوسط واليسار اليهودية عن التعامل مع العرب كمواطنين من الدرجة الرابعة، الذي يجب عليهم القول شكرا لأنهم يمنحونهم الحق في التصويت، وبالتأكيد القول بأنهم لا يستحقون التواجد في الحكومة. لماذا؟ لأن اليمين قال، والوسط – يسار جبان وانهزامي (في اعماقنا هو أيضا عنصري قليلا).
 سياسة التيار العام في فرنسا بالنسبة لاحزاب اليمين الفاشية تسمى "حجر صحي"، أي عدم الاقتراب منها بسبب مواقفها المثيرة للاشمئزاز. في المقابل، في اسرائيل الاحزاب العربية هي التي يتم ادخالها الى الحجر، وفي المقابل، الوسط – يسار مسرور بالتعاون مع تنوع من الكهانيين والفاشيين، لأن الراية التي توحد هذا المعسكر ليست قيم الديمقراطية والانسانية، بل الهوية اليهودية والصهيونية. فقط في الشهر الماضي شرح يئير لبيد بأن الجمهور "غير مستعد" للاتحاد مع راعم، ويئير غولان في الحقيقة كان سخيا بما فيه الكفاية في تعامله مع راعم كشريك شرعي. ولكنه سارع الى التأكيد بأن راعم يختلف عن الاحزاب العربية الاخرى.
 هذا الوضع هو وضع مثالي لليمين ويضمن الحفاظ على حكمه، لذلك فانه يبذل الجهود الكبيرة لنزع شرعية الحقوق السياسية لحوالي 21 في المئة من مواطني الدولة. هكذا قاموا باسقاط الحكومة السابقة، وسيستمرون في النجاح طالما أن لبيد، غولان وبني غانتس، وزعماء الوسط – يسار، هم جبناء ويسمحون للعنصرية القبيحة بأن تشكل جدول الاعمال السياسي. تعلموا من انتصار فرنسا. فبدلا من الخجل من الشراكة بين اليهود والعرب، حان الوقت للبدء في تجفيف اليمين المتطرف مع كل منتخبيه العنصريين، الواهمين والمسيحانيين، وادخالهم الى الحجر الصحي. وعدم الاقتراب من هذه المجاري النتنة التي تهدد باغراقنا جميعا.