الغد-إسرائيل هيوم
بقلم: حنان غرينوود 5/7/2024
خرائط ووثائق سرية وصلت الى "إسرائيل أمس" تكشف النقاب لأول مرة عن خطة استراتيجية يبادر اليها الوزير بتسلئيل سموتريتش، من خلال مديرية الاستيطان التي أقامها بهدف منع إقامة دولة فلسطينية.
خمس المستوطنات التي أقرت للبناء الأسبوع الماضي في الكابنت السياسي الأمني هي خطوة أولى في خطة تستهدف منع تواصل إقليمي في الضفة الغربية عن الفلسطينيين.
خمس المستوطنات -جفعات اساف، افيتار، ادورايم، حليتس وسديه افرايم- أقرت رغم المعارضة الحادة من جانب الولايات المتحدة، التي رأت الخرائط وفهمت المعاني على الأرض.
بخلاف المستوطنات التي أقرت السنة الماضية، هذه المرة يدور الحديث عن مستوطنات كل هدفها هو دق اسفين في محاور ضيقة جدا في المناطق "ب" يفترض بها أن تمنع تواصلا إقليميا فلسطينيا. وتقول مصادر في الحكومة ان هذه مجرد السنونو الأول.
في حالتين على الأقل، في "حليتس" وفي "سديه افرايم"، يدور الحديث عن إقامة مستوطنات من الصفر. المستوطنات الجديدة، بخلاف كثيرة أخرى في الضفة الغربية، لا يمكنها أن تكون مبيضة من خلال تعريفها كحي لمستوطنة قائمة بل هي مستوطنات جديدة تماما.
وفي الضفة أقرت مستوطنة "افيتار"، التي أصبحت رمزا منذ زمن بعيد. هي أيضا مهمة للاستيطان لسبب استراتيجي. يدور الحديث عن مستوطنة تقع بين منطقتين كبيرتين تعرفان كالمنطقة (ب) وفي منطقة تتميز بمحاولات سيطرة مكثفة من جانب الفلسطينيين.
على مسافة بضع عشرات الكيلومترات من هناك أقرت أيضا "جفعات اساف". هذه هي المستوطنات الأقدم في القائمة، والتي هدفها خلق تواصل استراتيجي بين طريق 60 و"بيت ايل". المشكلة في بيت ايل هي أنها توجد عميقا في منطقة كلها أراض خاصة للفلسطينيين، جهات خاصة تعنى في السنوات الأخيرة بشراء الأراضي في المنطقة عبر جهات ثالثة (وسيط عربي) لأنه يحل حظر على اليهود لشراء أرض في الضفة الغربية حسب القانون.
لقد كانت مزرعة سديه افرايم أحد التحديات الأكبر. في النبضة السابقة أراد رجالات سموتريتش إقرار المزرعة، لكن الأميركيين عارضوا وقالوا "كله الا سديه افرايم". أما هذه المرة ففي الحكومة لم يسألوا. يدور الحديث عن أرض تشكل فاصلا بين كتلتين من أراضي "ب" يؤدي الى غوش تلمونيم؛ في الحكومة يشخصون فيه احتمالا لبناء مدينة حريدية تضم 50 ألف نسمة. لما خرجت الخطة الى حيز التنفيذ، فسيكون تواصل إقليمي مكثف بين موديعين عيليت وغوش تلمونيم.
مزرعة "حليتس" تكمل هي أيضا تواصلا إقليميا ذا مغزى. حليتس لم تكن على الإطلاق في أي قائمة مستوطنات للتسوية، لكن في مديرية الاستيطان فهموا بأن هذه حاجة حرجة لأنها تربط بين "غوش عصيون" والقدس.
قبل بضع سنوات، أقر وزير الدفاع في حينه بيني غانتس تعريف أراض في قريتي حوسان وبتين كمناطق "ب"، كبادرة حسن نية للفلسطينيين، والأمر خلق طوقا خانقا في الجانب الشمالي من غوش عصيون. مزرعة حليتس تكمل التواصل مع مزرعة نافيه اوري حتى طريق الأنفاق. المستوطنة الأخيرة التي أقرت هي "ادورايم" في جبل الخليل، التي تقع على طريق 60 بين بيت "حجاي" و"عتنئيل". يدور الحديث عن قاطع رفيع من الطريق، بين أراضي (ب) هائلة. في خطة القرن، مثلا، كان يفترض بهذا الطريق أن يكون بسيطرة فلسطينية.
الخطة الاستراتيجية التي تنكشف هنا لا تتضمن فقط إقرار المستوطنات، بل أيضا خطوات استكمالية.
في جلسة مجلس التخطيط الأعلى، أقر هذا الأسبوع، مثلا، مخطط هيكلي لمستوطنة جفعوت. مع أن هذه ليست مستوطنة جديدة رسميا، بل مثابة حي بعيد لالون شافوت، فإن هدفها منع سيطرة فلسطينية من الغرب واستكمال كتلة الاستيطان لغوش عصيون. منذ سنوات عديدة كانت هذه الخطوة عالقة، وهي الآن تأخذ خطوة الى الأمام.
خطوة أخرى هي إقرار حي "البوستر" في مستوطنة "نجوهوت". بين هذه المستوطنة ويين باقي جبل الخليل توجد كتلة مانعة كبرى من المناطق "ب"، وهي تعد منعزلة وباعثة على التحدي. الحي الجديد يعزز المستوطنة، وتوجد خطط أخرى على الطريق.
تعزيز جبل الخليل يوجد في رأس سلم أفضليات الحكومة، وبالتالي بخلاف مجالس أخرى، كان ينبغي لها أن تفضل إقرارات البناء، في جبل الخليل كل خطة ممكنة كانت جاهزة -أقرت للتنفيذ. مستوطنات أيضا في عمق أراضي الضفة حصلت على إقرارات للسبب ذاته. رغم حقيقة أنه توجد إدارة ديمقراطية في الولايات المتحدة، فإن البناء منذ إقامة الحكومة الحالية هو أكثر مما في ولاية ترامب.
مديرية الاستيطان على ما يبدو تواصل أيضا الجهد لتعريف أراض كأراضي دولة. منذ إقامة الحكومة أقر نحو 30 ألف دونم أراضي دولة، والهدف هو الوصول الى نحو 45 ألف دونم حتى نهاية السنة.
لقد صرح الوزير سموتريتش، هذا الأسبوع، بشكل علني، بأن هدفه هو إفشال إقامة دولة فلسطينية. هذه الخطة الاستراتيجية هي الخطوة ذات المغزى في تحقيق هدفه.