Thursday 17th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jul-2025

هل ترغبون بأن تكونوا آباء لمجرمي حرب

 الغد

معاريف
بقلم: حجاي العاد  5/5/2015
 
 
 
يقولون لأشخاص جائعين بأن يأتوا لأخذ الطعام في الساعة الحادية عشرة، لكنهم يأتون، كاشخاص جائعين غير منضبطين، في الساعة العاشرة. عندها يقولون للجنود بأن يقوموا بقصفهم وإطلاق النار عليهم. عندها يقوم الجنود اليهود المنضبطين بقصفهم وإطلاق النار عليهم، على العشرات والمئات منهم.
 
 
هل يوجد لكم ابن يخدم في سفينة صواريخ؟ ربما لديكم ابن هو مجرم حرب. هل هو رجل مدفعية، قناص؟ وبالطبع، في المقام الأول طيار؟ فكروا في هذا الأمر. يمكن أنكم آباء لأحد مجرمي الحرب. لو لم يكن هكذا، ابنكم، لما كان يقصف أشخاصا جائعين، غير منضبطين، جاءوا قبل الوقت بساعة. لقد بكروا بساعة لأنهم أشخاص جائعون. جائعون لأننا قمنا بتجويعهم.
هذا أكثر فظاعة من كفر قاسم. هذا أكثر فظاعة، ليس فقط بسبب أن "العلم الأسود" أصبح خرقة بالية، وليس بسبب الحجم المخيف الذي لا يقدر الآن، بل هذا أكثر فظاعة بسبب الصمت، ودعم الجمهور الساحق في إسرائيل، من الجميع. لقد أصبح من الواضح لكل شخص يعيش هنا بأنه لن تكون عندنا محكمة كفر قاسم أخرى. وبالتأكيد لن تكون محاكمات نيرنبرغ لمجرمي الحرب لدينا – القيادة العسكرية العليا والمستوى الحكومي. لن يكون هناك أي شيء، ولا حتى غرامة تبلغ عشر اغورات.
أين هي النيابة العامة العسكرية؟ تصمت. بالتأكيد هي تنشغل في تحسين أداء جهاز الطمس. عفوا، التحقيق – العسكري. ماذا بشأن رئيس الأركان؟ بالتأكيد هو يبحث في القاموس عن معنى كلمة "قيم"، لكنه يجد هناك فقط فراغا، حيث بالضبط من أجل ذلك قمنا باختراع كلمة "القيمية"، من اجل ألا نتحدث عن الأخلاق، ومن أجل أن ننسى "لا تقتل". أين هي المستشارة القانونية للحكومة؟ هي تنشغل ببيبي، وبالدفاع عنه من لاهاي. اين رئيس المعارضة؟ أين رئيس الكنيست؟ أين رئيس الدولة؟ تثاؤب، صمت، هم يقومون بالذبح.
سمعنا الكثير من الكلمات الفارغة، والهراء كبير، عن مدى الالتزام الاخلاقي للجيش، كله كان كلاما فارغا وخاليا من الالتزام بالقيم الإنسانية الاساسية وواقع الجثث الممزقة في كل أرجاء غزة يثبت ذلك، كلها كانت كلمات مثل الرمال، لقد تحللنا من كل ذلك حتى الصميم، كما تحللت الجثث تحت الرمال في غزة.
أصبح يمكن تخيل سيل الافتراءات التي ستطلق لا محالة حول "الضرورة العسكرية" والخطر الواضح والظروف المعقدة وتقييم الاستخبارات والتناسب والإجراءات المتشددة، يا لها من إجراءات. ولكن كيف يمكن للمرء تحمل هذا الكم الهائل من الكلام. الجميع يعرفون ما هي "الحاجة"، والجميع يعرف ما الذي تفعله إسرائيل في غزة: تدمير أكبر قدر ممكن وقتل أكبر قدر ممكن.