Wednesday 22nd of October 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Oct-2025

الاستيلاء على واد بالضفة لصالح المستوطنات

 الغد

هآرتس
تسفرير رينات   20/10/2025
 
 
الأعمال التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة لشق طريق في جبال يهودا، وراء الخط الأخضر، ألحقت أضرارا كبيرة بالمشهد الطبيعي الفريد لتراث زراعي في القرية الفلسطينية وادي فوكين، وكذلك لمناطق طبيعية ذات قيمة مشهدية وبيئية كبيرة في المنطقة. حسب ادعاء منظمات البيئة فإن خطط بناء أخرى، التي تشمل شق شارع وإقامة مستوطنة جديدة، ستفاقم أكثر هذه الأضرار.
 
 
 الأعمال تنفذ قرب مستوطنة بيتار عيليت وتواصل جنوبا نحو الشارع المؤدي الى غوش عصيون، قرب وادي فوكين، الطريق التي تم شقها هي طريق واسعة بشكل خاص، وهي توجد قرب أراض زراعية للقرية بدون أن تخترقها. ولكنها تسبب أضرارا لمشهد التلال المحيطة بالوادي وجرف وادي عصيونة. قرب الطريق التي تم شقها ايضا سيقام جدار. هذه الأعمال خلفت أكواما كبيرة من التراب والصخور على الأرض وهناك خوف من انه فيما بعد ستؤدي الى اغلاق مغارة تستخدم كإسطبل من قبل عائلة فلسطينية.
 في موازاة عملية هيئة المياه الإقليمية "مياه شيمش" فإن الأعمال لمد خط أنابيب سيدفن في الأرض على طول الطريق.
 قرية وادي فوكين تقع في عمق وادي فيه تم تطوير خلال أجيال زراعة تقليدية ترتكز الى استخدام البرك التي تتدفق اليها مياه الينابيع. الحديث يدور عن مواقع مهمة تشكل جزءا من التراث الثقافي في المنطقة. قرب القرية توجد بقايا أنظمة لتجميع المياه ومدرجات للفلاحة وصوامع وصهاريج.
مؤسسات التخطيط التابعة للإدارة المدنية دفعت قدما في السنة الماضية بخطتين تهددان بالمس بالمشهد الطبيعي ومنظومة المناخ للوادي ومحيطه. أحداهما هي شق طريق مقابل الطريق التي تم شقها وفي موازاتها. ايضا هذه الخطة، الموجودة قبيل المصادقة النهائية عليها، ستشمل أعمالا ترابية وأعمال تحجير واسعة. الخطة الثانية هي إقامة مستوطنة جديدة اكثر جنوبا قرب مستوطنة جفعوت، التي من شأن الشارع الجديد أن يخلق الربط المواصلاتي معها. سواء الطريق التي يشقه الان الجيش او الشارع الجديد المقترح، سيشكلان حاجزا أمام الممر المناخي الذي يمر في المنطقة.
 في إطار إجراءات التخطيط قدمت شركة "ليشم شيفر لجودة البيئة" رأيا معتمدا لوزارة البناء والإسكان بشأن التأثيرات البيئية للشارع الجديد. ضمن أمور أخرى، جرى مسح للثديات وتبين ان الأمر يتعلق بمنطقة فيها اكتظاظ مرتفع لظباء البلاد. وجاء ايضا أن الشارع سيضر بتواصل النمو الطبيعي وحركة الحيوانات في المنطقة، وانه من أجل تقليص تأثيرها ستكون حاجة الى اقامة ممرات للحيوانات.
  مسح تأثير بيئي آخر أجري لصالح لجنة التخطيط في منطقة غوش عصيون كجزء من خطة إقامة المستوطنة الجديدة. المسح قرر أن المستوطنة ستقام في منطقة حساسة بيئيا بشكل كبير التي شوهدت فيها أيضا ظباء. ولكن لم يكتب فيه أنه يجب تغيير مكان البناء. بدلا من ذلك المسح اكتفى بالتوصية بتقريب جدار المستوطنة من البيوت.
 من المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي جاء بان الطريق تم شقها "لمنع انتقال غير مراقب لمتسللين من منطقة يهودا والسامرة – هذه الحاجة برزت أكثر بعد أحداث أمنية وقعت في هذه المنطقة. مسارات الطريق خططت من أجل تحقيق الهدف الامني الى جانب تقليل الاضرار بالبيئة". وجاء من الجيش ايضا بان "الاعمال صودق عليها من قبل الجهات ذات الصلة، وكجزء من ذلك تم وضع أنبوب مياه الذي من شأنه أن يخدم كل السكان في المنطقة".
 من لم يقبل تفسيرات الجيش هو درور ايتكس من جمعية "كيرم نبوت"، التي تعمل في متابعة سياسة الأراضي الإسرائيلية خلف الخط الأخضر. "بسبب أن جزءا كبيرا من مسارات الشارع الجديد يتطابق مع مسارات الطريق التي شقها الجيش فانه من غير المعقول أن ما يعتبره الجيش كطريق لأغراض أمنية سيصبح في المستقبل شارعا مدنيا يخدم المستوطنين"، قال. "هذا لن يكون الشارع الاول أو الشارع الثاني الذي تم شقه بسبب الاحتياجات الامنية، التي تبين فيما بعد أنها احتياجات للمستوطنين".
 "وادي فوكين ووادي عصيونة هما جزء من الممر البيئي القطري ويرتبطان بمحمية سانسن"، قال متان ناحوم، وهو مركز محمية شركة حماية الطبيعة في جبال القدس ويهودا والسامرة. "خطط شق الطرق وبناء المستوطنات الجديدة ستدمر كليا آخر منطقة بيئية كبيرة في غرب غوش عصيون وتلحق بها ضررا كبيرا". وحسب قوله فإن الحديث يدور عن منطقة تشكل مكان رعاية لظباء البلاد، التي هي أحد الأنواع التي يحدق بها خطر الانقراض على مستوى العالم.
 وقد انضم الى هذا الموقف نداف طل، مدير القسم العلمي في المنظمة البيئية "ايكوبيس". "هذه المنطقة هي منطقة مع قيم بيئية عالية وكانت جديرة منذ زمن بأن يتم الإعلان عنها كمحمية طبيعية مثل محمية سانسن"، قال. "إذا كانت هذه هي النتيجة النهائية للمشروع الذي اجتاز حسب الجيش فحوصات الجهات المهنية فإن الأمر يتعلق بفشل ذريع لهذه الجهات المسؤولة عن حماية الطبيعة في إسرائيل".