الغد
إسرائيل هيوم
 أرئيل كهانا
 
 
 
رغم الضغوطات الشديدة التي تمارسها إدارة ترامب، تواصل إسرائيل تأخير إقرار اتفاق الغاز العظيم بين شراكة لافيتان وبين مصر، حتى ترتيب مسألة القوات المصرية المتواجدة في سيناء، كما علمت "إسرائيل اليوم". مصدر مطلع على التفاصيل قدر أنه سيتطلب أسابيع عدة، على الأقل حتى حل المسألة.
 
 
يوم الخميس الماضي كشفت "إسرائيل اليوم"، النقاب عن أن وزير الطاقة الأميركي كريس رايت ألغى زيارة طويلة إلى إسرائيل كان يفترض أن تبدأ نهاية الأسبوع. في أثناء زيارة رايت، نظيره الإسرائيلي ايلي كوهن وشراكة حق لافيتان كان يفترض بهم أن يعلنوا نهائيا عن الاتفاق الذي تبلغ قيمته 35 مليار دولار، ويفترض أن يزود مصر بالغاز حتى العام 2040.
العمل بالتوافق
يتعلق الاتفاق بإقرار وزير الطاقة. اما كوهن، فبعد مداولات طويلة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبإسناده قرر في هذه المرحلة ألا يقر الاتفاق لسببين أساسيين.
الأول: الخروقات المصرية لاتفاق السلام مع إسرائيل. في إسرائيل قلقون من أن المصريين يقضمون من الملحق الأمني للاتفاق، يدخلون قوات إلى سيناء بخلافه، ولا يستجيبون للمطالب الإسرائيلية والأميركية لتنفيذ الاتفاق نصا وروحا.
هذه المسألة ستبحث بين نتنياهو وبين الإدارة الأميركية، وحتى ترتيبها، فإنهم في إسرائيل لا ينوون إقرار الاتفاق. مع ذلك النية في القدس ليست صداما مع واشنطن أو مع القاهرة، بل العمل بتوافق وبتنسيق لتسوية المشكلة.
الدافع الثاني لتأخير التوقيع، هو ثمن الغاز المستقبلي للسوق الإسرائيلية. فالاتفاق مع مصر سيدخل المليارات إلى الاقتصاد الإسرائيلي من الضرائب، ضمن أمور أخرى لأن القاهرة ستشتري الـCBM الواحد بـ7 دولارات (المتر المكعب من الغاز)، الذي يعتبر سعرا جميلا. لكن كوهن يريد أن يتأكد من أن سعر الغاز المستقبلي في السوق المحلية، سيكون متدنيا وتنافسيا مثلما هو الوضع اليوم، حين يباع المتر المكعب بـ4.5 دولار تقريبا. هذه المسألة ستبحث في الأسابيع القريبة المقبلة، بين قيادة وزارة الطاقة والشركات، وفقط بعد أن تحل سيكون ممكنا الوصول إلى التوقيع.
في الإدارة غاضبون
وصرح الوزير كوهن لـ"إسرائيل اليوم" قائلا "إن من واجبي كوزير وعضو كابنت الحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل وعلى سعر مناسب لمواطنيها. لا يمكن لأي ضغط كهذا أو ذاك أن يؤثر عليّ". هذا وغضبت إدارة ترامب وممثلوها من خطوة كوهن ويدعون بأنه لا يمكنه أن يمنع الاتفاق. فالإدارة مجندة للصفقة لان الشريك المركزي لـ"لافيتان" هي "شبرون"، كبرى شركات الطاقة الأميركية. قرار كوهن تأخير إقرار اتفاق الغاز مع مصر، مع العلم أن الأميركيين سيرغبون هو فعل سيئ جدا. مسؤولون كبار في فرع الغاز وصفوا ذلك كـ "هزة لكل السوق".
إن زيادة المداخيل للاقتصاد الأميركي، وخاصة في مجال الطاقة، هي إحدى خطوات العلم للرئيس ترامب نفسه. تحت شعاره المعروف "احفر يا حبيبي احفر"، تلقى غير قليل من الأصوات في الانتخابات للرئاسة. وكون الموضوع على هذا القدر من الأهمية للإدارة جاء العقاب السيئ والحاد المتمثل بإلغاء الزيارة من جانب وزير الطاقة الأميركي.