الضغط على حماس.. الروافع المتبقية
الغد
إسرائيل هيوم
داني زاكن
في إحدى المداولات الأمنية – السياسية التي كانت مؤخرا في القيادة الإسرائيلية، قال أحد كبار رجالات الأمن إن الجيش يفعل ما يتوقع منه. فهو يصفي مقاتلين بالمئات، يقتل معظم القادة، يفكك البنى التحتية لحماس ولا يسمح لها بإعادة البناء. فأي ضغط إضافي يمكن تفعيله، تساءل المسؤول، لأجل دفع قيادة منظمة حماس للتراجع عن مواقفها العنيدة في المفاوضات؟
كما أشار المسؤول إلى ما هو مفهوم من تلقاء ذاته، في أن حماس لا يهمها معاناة السكان وهي تستغلها لأغراضها. في هذه الأقوال جسد قيود روافع الضغط التي لدى إسرائيل في هذه المرحلة من الحرب. فهذه القيود تسمح لقيادة حماس بمواصلة الإصرار بل والتهديد، مثلما حصل أمس، في أنه إذا لم تكن مرونة أخرى – فستغادر المحادثات.
فأي روافع ضغط أخرى توجد؟ في يدي إسرائيل ما يزال يوجد آلاف المعتقلين. كما أن مراكز التموين التي تحت سيطرتها والغذاء الذي توفره تساعد على تفكيك سيطرة حماس على السكان. كما يوجد أيضا التهديد على قادة حماس في الخارج.
كل هذا يؤدي إلى الدولة الأساس التي تستضيف قادة حماس تلك التي تتوسط أيضا ظاهرا في المفاوضات، قطر. الامارة الغنية من الخليج تنفق المليارات على التشهير بإسرائيل في العالم وعلى نشر ضدها من خلال "الجزيرة" ووسائل أخرى. في مهمة الوساطة التي تقوم بها تؤيد بلا لبس فيه مطالب حماس، حتى أكثر من مصر. في كل التسريبات التي تخرج من قطر ومن مصر، تتهم إسرائيل في انها لا تساوم رغم أنها قبلت كل الاقتراحات الاميركية والقطرية حتى الآن – بل وساومت مرة أخرى وكثيرا جدا في الاقتراح الأخير الذي رفضته حماس.
توجهت إسرائيل إلى الولايات المتحدة أكثر من مرة بطلب ممارسة الضغط على العائلة القطرية المالكة، بما في ذلك في حديث المسؤولين الكبار في وليمة العشاء الأولى يوم الاثنين الماضي. واشنطن تتلبث، ربما بسبب العلاقات الشخصية والتجارية بين ترامب، ويتكوف وآخرين مع زعماء قطر. لكن ان شئتم، هذه هي رافعة الضغط الأهم المتبقية ضد حماس. يحتمل أن يكون الاميركيون ينتظرون ممارسة هذا الضط في المفاوضات على نهاية الحرب، حيث يسير ترامب تماما على الخط مع الأهداف الإسرائيلية.
المسار الذي اختاره نتنياهو، بداية صفقة انتقالية وبعد ذلك مفاوضات للنهاية، يستهدف السماح بإعادة نصف المخطوفين الاحياء. ونتنياهو اطلق "الجساسات" بفحص ما يقوله الجمهور، وهكذا الوزراء ساعر، زوهر وحتى إمسلم بدأوا يتحدثون تأييدا للصفقة والنية لانهاء الحرب. لكن حماس، التي كانت الأربعاء الماضي قريبة من الاتفاق، تراجعت لأسباب ليست معروفة على الاطلاق. وبسبب المأزق، فان نتنياهو في وضع معقد. فحتى التنازل الأول عن خطوط الانسحاب لم يكن مقبولا من شركائه الائتلافيين من اليمين، والآن عليه أن يفكر في ان يتنازل فيه مرة أخرى. موافقته على الاقتراحات التي عرضت نبعت من التنسيق مع الأميركيين بالنسبة لشروط انهاء الحرب.
المعضلة صعبة لان حماس بالفعل تتلقى ضربات قاسية، لكن هزيمتها التامة تحتاج لأشهر طويلة من حرب العصابات والمخاطرة بحياة المخطوفين. وطرحت محافل في إسرائيل مؤخرا إمكانية سياسة السير حتى النهاية وما وراءها. بالمقابل، فان التقدير المضاد يعتقد أن لقيادة حماس السياسية التي في قطر يوجد لها ما تخسره والضغط عليها يمكن أن يعطي ثماره.