Wednesday 16th of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jul-2025

تخفيض اللهيب

 الغد

معاريف
افرايم غانور
 
 
 
موجات اللاسامية التي تعم هذه الأيام المعمورة يجب أن تثير قلقا شديدا ليس فقط في أوساط الجاليات اليهودية في العالم. يدور الحديث عن تسونامي يشكل تهديدا حقيقيا على كل يهودي واسرائيلي بصفته هذه، واقعا رهيبا لم نشهد له مثيل منذ المحرقة.
 
 
جملة "شعب وحده يسكن وبالاغيار لا يأبه" تظهر في الأصل في سفر في الصحراء في خطاب بلعم، الذي بدلا من شتم شعب إسرائيل مثلما كان مطالبا خرج مهنئا حين عبر بأقواله عن المزايا الخاصة لشعب إسرائيل. في سياق التاريخ تلقت هذه الجملة معان وتفسيرات مختلفة. كان من رأوا فيها تعبيرا عن مثال السيادة والثقة بالنفس لشعب قوي ومصمم يتمسك بارثه بتزمت، حتى بثمن التفرد والانعزال. بالمقابل، كان هناك من رأوا في هذا الوصف وضعا إشكاليا، يجعل التعاون الدولي صعبا، وهو أمر مهم جدا لوجود دولة اليهود. هكذا رأى هذا أيضا رئيس الوزراء الأول، دافيد بن غوريون، والذي وإن كان شعر دوما بأهمية استقلال الدولة لكنه أولى أهمية كبيرة للعلاقات الدولية.
في عصر أصبح فيه العالم قرية عالمية، فإن اصطلاح "شعب وحده يسكن" يتلقى وجها سلبيا، وأساسا حين يدور الحديث عن دولة تكنولوجيا عليا كإسرائيل مع إمكانية كامنة متميزة للتطور. قول بلعم كفيل بان يرتبط اليوم بفكر العالم المسيحاني الذي يرافق حكومة إسرائيل وأساسا في صورة الوزيرين بن غفير وسموتريتش وشركائهما السياسيين. بمواقفهم يعرضون تفضيل "شعب وحده يسكن"، الذي يتمسك بايمانه المتزمت واحلامه المسيحانية، يفعل فقط ما هو صحيح في نظره ولا يهتم بالنتائج التي شئنا ام أبينا توجد لها تداعيات على وضعنا في العالم وكذا على مظاهر اللاسامية.
عندما يرون في العالم صور الفظاعة من غزة، التي لا ترى في إسرائيل وعندما يسمعون تعبيرات متطرفة بأسلوب "احرق"، "سوي غزة بالارض"، "رحل كل سكانها" و"جدد الحاضرة اليهودية في غزة" يصب وقود على شعلة اللاسامية. تقرير شامل نشرته في الشهر الأخير وزارة الشتات ومكافحة اللاسامية يعرض بالفعل صورة مقلقة لتعاظم اللاسامية في العالم. وحسب هذا التقرير فان 46 في المائة من سكان العالم هم ذوو مواقف لاسامية، وهو معطى ضاعف نفسه في غضون عقد. عدد حوادث اللاسامية في العالم ارتفع بشكل دراماتيكي في أثناء السنة الأخيرة .