Tuesday 28th of October 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Oct-2025

من المسؤول عما وصلنا إليه؟

 الغد

معاريف
 أفرايم غانور
 
في تاريخ شعب إسرائيل ودولة إسرائيل ستذكر الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو إلى الإبد كمن في ورديتها وقعت الكارثة الأفظع منذ المحرقة وكمن غيرت وجه الدولة إلى الأسوأ من مفاهيم عديدة. في أعقاب سلوكها الفاشل على مدى سنتي الحرب احتدمت الكراهية تجاه دولة إسرائيل والشعب اليهودي بعامة. لكن الخطيئة الأكبر للحكومة هي أنها لم تتمكن من عرض خطة لليوم التالي في غزة، لم تبادر إلى خطة سياسية إسرائيلية، براغماتية وموضوعية، في ظل استغلال الضربات العسكرية القاسية التي تعرض لها حزب الله وإيران كي تخلق مرة واحدة وإلى الأبد واقعا جديدا ومختلفا في قطاع غزة. بدلا من ذلك، أوغلت الحكومة في الخيالات العقارية، الاستيطان اليهودي المتجدد في قطاع غزة، بحيث يؤدي زعما إلى هجرة المليوني غزي.
 
 
سُحب رئيس الوزراء نتنياهو من أنفه على مدى هاتين السنتين من قبل شريكيه المسيحانيين، سموتريتش وبن غفير اللذين اقتاداه واقتادا إسرائيل إلى الواقع الحالي. بعد 77 سنة استقلال أقيم في قلب دولة إسرائيل فرع للبنتاغون الأميركي تحت الاسم "القيادة الاميركية" وذلك، حسب تعريف الإدارة الأميركية لأجل الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار، التنسيق بين الدول المشاركة في حماية وقف النار والحرص على البدء بإعمار القطاع واحتياجات مواطني غزة، لتحديد الإطار الأمني لنشر القوات الدولية ومنظومات الإشراف والسيطرة على القطاع. عمليا، كل ما كان يفترض أن يكون تحت عنوان "اليوم التالي" الذي كان ينبغي لدولة إسرائيل أن تعرضه وتنفذه.
بعد سنتين من الحرب لم تريا نهايتها، ولد حل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي فهم بأن حكومة المتبطلين هذه ستورط نفسها وتورط أكثر من ذلك الشرق الأوسط في ظل المس بمصالح أميركية. هنا ولدت رقابة "الأخ الأكبر" دونالد ترامب الذي سارع ليوضح لنتنياهو وللعالم بأن ما كان لن يكون بعد اليوم. الجيش الإسرائيلي لن يبقى في قطاع غزة، إسرائيل لن تحكمه وبالطبع لن تقام هناك مستوطنات إسرائيلية. غزة ستكون تحت سيطرة ورقابة قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة تركيا، قطر ودول أخرى – الأمر الذي ينبغي أن يقلق كل إسرائيلي. الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من العمل في قطاع غزة مثلما يعمل بحرية في لبنان حين يشخص عملا فيه خروقات للاتفاقات الموقعة.
يدور الحديث عن ثمار فجة ولدت من التبطل التام للحكومة ورئيسها الذين حرصوا فقط على بقائهم. هذه حكومة يمين تباهت بموقفها ونواياها، التي جعلت إسرائيل الولاية الـ51 للولايات المتحدة وان كانت ما تزال بدون نجمة على العلم الأميركي. وكما يبدو هذا اليوم، رغم كل جهود نتنياهو لتشويش وتشويه الحقائق والواقع فانه يخضع لسيطرة أميركية كاملة، تملي عليه وعلينا جميعا بشكل جلي وواضح جدول الاعمال الأمني والسياسي.