الراي - سرى الضمور
جاء خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، ليؤكد مجددا أولوية قطاع التعليم في مسيرة التحديث الوطني، بوصفه الركيزة الأساسية لبناء الإنسان الأردني القادر على الإبداع والمنافسة في عالم متغير.
ورأى تربويون في احاديث ل» الراي» أن ما تضمنه الخطاب من توجيهات سامية يشكل خارطة طريق لتطوير المنظومة التعليمية، من خلال مواكبة التطورات التكنولوجية، وتعزيز جودة التعليم، والاستثمار في الكوادر البشرية.
ولفتوا الى تركيز جلالته على التعليم الذي يعكس إيمانه العميق بأن بناء الإنسان هو أساس نهضة الأوطان واستدامة التنمية.
من جانبه أكد التربوي سفيان الزويري أن خطاب العرش السامي حمل في طياته رؤية شمولية وتوجيهات ملكية سامية تؤكد المضي بثبات نحو التحديث الشامل في مختلف القطاعات، وفي مقدمتها قطاع التربية والتعليم الذي يحظى على الدوام باهتمام خاص من لدن جلالته.
وقال الزويري إن جلالة الملك شدد في خطابه على أهمية مواصلة الجهود لتطوير النظام التعليمي في الأردن ليكون أكثر مرونة وقدرة على مواكبة متطلبات العصر المتسارعة، موكدا أن هذه التوجيهات الملكية تعكس إيمان جلالته العميق بأن الاستثمار في التعليم هو استثمار في المستقبل، إذ يسهم في إعداد جيل من الشباب القادر على مواجهة التحديات والمشاركة الفاعلة في بناء أردن قوي مزدهر. وأشار الزويري إلى أن جلالته سلط الضوء على أهمية اللحاق بركب التطور التكنولوجي والتقني، مبينا أن ذكر هذه المفاهيم في خطاب العرش يعكس ادراكا ملكيا متقدما لأهمية التكنولوجيا في تحسين جودة التعليم وزيادة فرص الوصول إليه.
وأوضح أن الاستثمار في التكنولوجيا التعليمية يسهم في تطوير منظومة التعلم الإلكتروني، وتعزيز تجربة الطلبة من خلال الواقع الافتراضي والواقع المعزز، ما يجعل العملية التعليمية أكثر تفاعلاً وارتباطًا بالواقع العملي.
وبين الزويري أن جلالته أشار كذلك إلى أهمية تحليل الأداء التربوي بشكل واقعي وعلمي، بما يتيح تتبع أداء الطلبة والمعلمين، وتحديد احتياجات المدارس، والعمل على تلبيتها ضمن إطار الخطة الملكية للتحديث وخارطة التطوير التربوي التي تتبناها وزارة التربية والتعليم بدعم مباشر من جلالة الملك.
وقال التربوي قيصر الغرايبة أن رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني كانت الأساس في بناء منظومة تعليمية متطورة، إذ شدد جلالته على أن التعليم هو الاستثمار الأمثل في المواطن الأردني، وأن إعداد جيل قادر على الإبداع والتحليل والتفوق يشكل ركيزة أساسية في بناء مستقبل الوطن.
وأضاف، أن جلالته وجه الحكومات المتعاقبة إلى تحسين مكانة المعلم وتطوير البيئة التعليمية، وإنشاء مؤسسات تُعنى بالتميّز التربوي، إلى جانب الدعوة المستمرة لأن يكون التعليم أداة لتعزيز الهوية الوطنية والتنمية البشرية، وربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل والإنتاج.
واكد الغرايبة ان التعليم في الأردن يشكل تحديا وفرصة في آن واحد، مؤكداً أن الإصلاحات التي أُنجزت تمثل خطوات متقدمة نحو تطوير منظومة تعليمية حديثة ومتجددة، وأن استمرار العمل وفق رؤية جلالة الملك سيقود الأردن بثبات نحو اقتصاد معرفي قائم على الشباب المؤهل والقادر على الريادة والإبداع.
وأشار الغرايبة إلى أن الجهود الوطنية اتجهت نحو تطوير التعليم المهني والتقني بما يتوافق مع احتياجات القطاعات الاقتصادية، مع التركيز على المهارات الحديثة مثل التفكير الناقد، والعمل الجماعي، والابتكار.
كما تم التوسع في استخدام التكنولوجيا والمنصات الرقمية، ليصبح الأردن مركزًا إقليميًا للمعرفة والتعليم المتقدم.
وبين الغرايبة أن المملكة أطلقت برنامج إصلاح التعليم نحو اقتصاد المعرفة الذي استهدف تحديث المناهج وتأهيل المعلمين وتطوير البيئة المدرسية، إلى جانب إعادة هيكلة الجهات المشرفة على التعليم لتصبح أكثر كفاءة وفاعلية. كما تم اعتماد إطار وطني جديد لتقييم الطلبة يركّز على تنمية مهارات التفكير والتحليل بدلاً من الحفظ التقليدي.